Arabic Version

بدأ الأمر كله بتجربة بدأت بسبب الجدل حول كون الضوء مكون من موجات أو من جزيئات وتطورت إلى أن وصلت لتفسيرات اينشتاين نفسه مات رافضا تصديقها.

التجربة بدأت على يد العالم توماس يانج في عام 1802 الذي كان يحاول أن يعرض تجربة توضح أن الضوء مكون من موجات وليس من جسيمات.

التجربة مكونة من ضوء ليزر يسطع على صفيحة معدنية بها شقين قريبين من بعض، وخلف تلك الصفيحة يوجد شاشة لتلقي الضوء عليها وعرض النتائج.

نتيجة التجربة كانت أن الضوء أظهر نمط تداخل ( صورة 1 ) ؛ ناتج عن أن موجات الضوء انقسمت عند مدخل كل شق لتكون موجة جديدة عند كل مخرج مما نتج عنه التداخل البناء والهدام، وكانت هذه نتيجة التجربة التي أثبتت أن الضوء له خصائص الموجات وليس الجسيمات. أجابت هذه التجربة عن بعض الأسئلة ولكن ليس كلها مثل ماذا إن كان للضوء كلا الخصائص الجسيمات والموجات معا

بعد بضع سنوات ظهرت نظرية اينشتاين كون الضوء مكون من جسيمات صغيرة تسمى فوتونات والتي لها خصائص الموجات، وهنا ظهرت تجربة ينج مرة اخرى. أراد العلماء تكرار التجربة ولكن بإستخدام الفوتونات الوحيدة عوضا عن أشعة الضوء.

وتم اعادة التجربة ولكن بإستخدام لة تقوم بإخراج الفوتونات فوتونا فوتونا ، وكان متوقع من التجربة ان يظهر نمطا يشبه نمط الجزيئات ( صورة 2 ) وليس الموجات حيث أن الجهاز يطلق فوتونا واحدا ولا يوجد أثر للموجات لتكون نمط تداخل

في بداية التجربة لم يحدث شيئا خارج عن المألوف بدأت الفوتونات في الظهور على الشاشة واحدة تلو الأخرى في نمط عشوائي نوعا ما ، ولكن لم يكن شيئا غريبا، ولكن بعد فترة بدأ الجنون ؛ اتضح أن النمط الذي أظهرته الفوتونات  لم يكن نمطا عشوائيا، بل كان نمط تداخل!

بطريقة ما غير مفهومة أظهر فوتونا واحدا خصائص الموجة بنفسه بل وانقسم عند اصطدامه بالشقين لينتج كل شق موجة جديدة والتي نتج عنهم نمط تداخل، ولكن في النهاية ظهر فوتونا واحدا على الشاشة في مكان واحد ولم يكن هناك أثر للموجات التي تكونت.

النتائج كانت صدمة للعلماء ونتج عنها تغييرات في التجربة و تم تسميتها بتجربة (أي طريق)

الهدف من التجربة كان ببساطة وضع جهاز مراقب على الجانب الداخلي للشقوق ليلاحظ أي شق خرجت منه الفوتونات .

ولكن طبيعة الفيزياء تظهر في شكل النتائج التي لم تكن بسيطة أبدا، اتضح أن نصف الفوتونات مرت عن طريق كل شق من الشقوق، ولكن لم يكن هذا مطرح جنون هذه التجربة بل أن الفوتونات التي مرت قامت بتكوين نمط جزيئي على عكس ما ظهر في نفس التجربة قبل إضافة الجهاز المراقب.

النتائج كانت غير منطقية لكل العلماء، وكان من الجنون التفكير حتى في أن الجسيمات تفهم أنه يتم مراقبتها فينتج عن ذلك تغير في سلوكها. فقام العلماء بتعديل بسيط في التجربة، قامو بإبقاء كل شيئ كما كان مع تعديل طفيف، قاموا بإطفاء الجهاز المراقب ليروا إن كانت الفوتونات حقا تعلم أنه يتم مراقبتها وأنها ليست مجرد صدفة من نوع ما. وكانت النتائج الصادمة، عادت الفوتونات إلى شكلها الأصلي وشكلت نمط تداخلي على عكس ما كان من قبل.

واتضح أنه مثلما نقوم نحن بتغيير سلوكنا عندما نعلم أننا مراقبون وأحيانا نبتسم عندما يتم تصويرنا بالكاميرا، تقوم الفوتونات بنفس الشيئ وكأنها تبتسم لنا، و تغير من طبيعتها عندما تعلم أنه يتم مراقبتها؛ ومن هذه التجربة كانت بداية نظرية المراقب عن طريق العالم ورنر هايزنبرج.

و لنفسر ما حدث ولما حدث فسنضطر إلى أن ندخل في العالم الغريب للفيزياء الحديثة وفيزياء الكم، وهنا أتركك عزيزي القارئ إلى أن نلتقي في وقت آخر